
المحامي / الحسين علي الابراهيمي
تستمر العمليات العسكرية في شمال سوريا، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي، خصوصًا في العراق. تصاعدت العمليات التركية الجوية والبرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) وحزب العمال الكردستاني (PKK)، مما تسبب في أضرار واسعة للبنية التحتية المدنية مثل محطات المياه والكهرباء والمرافق الصحية في شمال شرق سوريا. هذه الهجمات تتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية، إذ يعاني ملايين المدنيين من انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الطبية، وهو ما يعتبره العديد من المراقبين انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي
تأثير الحرب على العراق
العراق يتأثر بشكل مباشر من الأحداث في شمال سوريا بسبب القرب الجغرافي والتداخل الأمني بين البلدين. الهجمات التركية تمتد أحيانًا إلى شمال العراق، حيث تستهدف معاقل حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية. كما تؤدي الاضطرابات إلى موجات جديدة من النزوح نحو الحدود العراقية، ما يضيف ضغوطًا إنسانية واقتصادية على الحكومة العراقية.
من جهة أخرى، يشكل تهديد بقايا تنظيم “داعش” في المنطقة مصدر قلق أمني للعراق، إذ تستغل هذه الجماعات الفوضى في سوريا لإعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات عبر الحدود. بالإضافة إلى ذلك، فإن محاولات تركيا لإعادة توطين اللاجئين السوريين في المناطق الحدودية قد تسبب تغييرات ديموغرافية، مما يثير توترات إقليمية جديدة
تفاقم النزاع في شمال سوريا يعزز حالة عدم الاستقرار في المنطقة، مع تأثير مباشر على العراق، خاصة في المجالات الأمنية والإنسانية. الحلول المستدامة تتطلب تعاونًا دوليًا وإقليميًا لتخفيف التوترات وضمان استقرار الحدود