بقلم: (الحسين الابراهيمي) – باحث قانوني وأستاذ القانون الدستوري
يستعد العراق لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، في خطوة مهمة لتعزيز الديمقراطية وتقوية مؤسسات الدولة. تمثل هذه الانتخابات فرصة تاريخية للعراقيين للمشاركة في صياغة مستقبل بلادهم، لكنها تواجه أيضًا مجموعة من التحديات التي يجب التعامل معها بحذر ووعي كامل.
الفرص المتاحة من الانتخابات
أولًا، تتيح الانتخابات للعراقيين اختيار ممثليهم بحرية. وبهذا، يعزز المواطنون الديمقراطية ويقوون المؤسسات الرسمية.
ثانيًا، يمكن إدخال وجوه جديدة ذات كفاءة وخبرة في البرلمان والحكومة، ما يسهم في تحسين الأداء الإداري والسياسي.
علاوة على ذلك، تساعد الانتخابات على تعزيز الشفافية والمساءلة في النظام السياسي، إذ يشارك المجتمع المدني والإعلام بشكل مباشر في مراقبة العملية الانتخابية.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل الانتخابات فرصة لتحقيق التوازن بين مختلف القوى والمكونات السياسية. هذا يقلل الاحتكار السياسي ويضمن تمثيلًا عادلًا لجميع فئات المجتمع.
كما تتيح الانتخابات فرصة لتطوير البرامج والسياسات الوطنية بما يتوافق مع متطلبات التنمية والاستقرار، وهو ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد والبنية التحتية والخدمات العامة.
التحديات التي تواجه العملية الانتخابية
أولًا، تواجه الانتخابات خطر الفساد والتأثيرات السياسية، التي قد تعرقل نزاهتها. لذلك يجب وضع آليات فعالة للرقابة والمساءلة.
ثانيًا، تعاني بعض المناطق من ضعف البنية التحتية الانتخابية، ما قد يؤخر عمليات التصويت والفرز، ويحد من قدرة المواطنين على المشاركة الكاملة.
ثالثًا، يجب تكريس الرقابة المستقلة لضمان سير العملية الانتخابية وفق الدستور والقانون، وحماية القرار الوطني من أي تأثير خارجي.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل وعي الناخبين ومشاركتهم الفاعلة تحديًا، إذ يحتاج المواطنون إلى معلومات واضحة حول البرامج الانتخابية وحقوقهم لضمان اتخاذ قرار مستنير.
دور المجتمع المدني والإعلام
يلعب المجتمع المدني والإعلام دورًا محوريًا في تعزيز نزاهة العملية الانتخابية. فهم يراقبون المخالفات ويبلغون عنها، ويرفعون وعي الناخبين بأهمية المشاركة، ويشجعون على تعزيز ثقافة الديمقراطية والمواطنة.
علاوة على ذلك، يساهم الإعلام في توضيح الفرص والتحديات، ما يجعل العملية الانتخابية أكثر شفافية وموضوعية.
كما يساعد المجتمع المدني على تقديم مقترحات تطويرية لضمان انتخابات أكثر نزاهة وفعالية في المستقبل.
أهمية المشاركة الوطنية
يجب أن يدرك العراقيون أن مشاركتهم الفاعلة تعزز السيادة الوطنية وتقوي مؤسسات الدولة. من خلال التصويت والمراقبة والمساءلة، يصبح المواطنون شركاء في صنع القرار السياسي وتطوير مؤسسات الدولة.
علاوة على ذلك، تعكس المشاركة الشعبية المصداقية الديمقراطية للعراق أمام المجتمع الدولي، وتزيد من قدرة الدولة على إدارة شؤونها الداخلية والخارجية بشكل مستقل.
الخلاصة
تمثل الانتخابات المقبلة فرصة فريدة للعراق لتجديد مؤسساته وتعزيز الديمقراطية وسيادة الدولة.
إذا استغل العراقيون هذه الفرصة بشكل فعال، وتعاملوا مع التحديات بجدية، يمكنهم بناء نظام سياسي قوي، مؤسساتي، ومستقل يعكس إرادة الشعب ويحقق التنمية والاستقرار الوطني.
لذلك، يجب على جميع الأطراف العمل معًا لضمان انتخابات شفافة، نزيهة، وعادلة تعزز مستقبل العراق وتؤكد دوره كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة.